أغنى رياضي في التاريخ : كيف راكم “فلاميني” ثروة تفوق 13 مليار دولار ؟
- لاعب أرسنال الأسبق تفوق 13 مليار دولار بعد أن ترك دراسته الجامعية ليصبح لاعب كرة قدم !
■ تخلى ماتيو فلاميني عن دراسته الجامعية لينضم إلى أرسنال وهو في العشرين من عمره - ويمكن القول أن هذا القرار قد أتى بثماره بشكل كبير.
عند التفكير في أغنى الرياضيين في العالم، يتبادر إلى أذهاننا أسماء مثل كريستيانو رونالدو أو ميسيي. أو نجوم الملاكمة مثل فلويد مايويذر أو عمالقة كرة السلة الإمريكيية مثل مايكل جوردان أو ليبرون جيمس و غيرهم.
غير أن أغنى رياضي في التاريخ هو لاعب أرسنال و مارسيليا سابقا، اللاعب الفرنسي “ماثيو فلاميني”.
فلاميني ربما لا يتمتع بشعبية جارفة مثل رونالدو، لكنه حقق نجاحاً باهرا في مجالات المال و الأعمال و الإستثمار.
فكيف حقق فلاميني ثروته الهائلة التي تفوق اليوم 13 مليار دولار أمريكي ؟
■ ماتيو فلاميني في براعم فريق أولمبيك مارسيليا بعُمر 12 سنة.
البدايـــات ..
في سن 16 عاماً فقط، قد يبدو الحصول على علامات جيدة في الإختبارات المدرسية بمثابة سيناريو النجاح أو الفشل، لكن العديد من اللاعبين حققوا إنجازات مبهرة دون الحاجة إلى التعليم العالي.
لقد تجاوز العديد من لاعبي كرة القدم الدراسة تماماً، وآنتقلوا مباشرةً إلى اللعب على المستوى التنافسي ولم يفكروا أبداً في درجاتهم المدرسية. خذ على سبيل المثال واين روني، الذي وقع مع إيفرتون وهو في سن 16 عامًا فقط وشارك لأول مرة مع الفريق الأول، ليصنع في النهاية إرثًا كأحد أشهر المهاجمين في إنجلترا.
واليوم يستمر هذا التوجه مع مواهب مثل كريس ريج، الذي على الرغم من إبعاده عن تدريبات الفريق الأول في سندرلاند للتركيز على دراسته في الثانوية العامة، إلا أنه تمكن من اللعب لأول مرة في مسيرته الإحترافية العام الماضي وهو في سن 16 عاماً. على الجانب الآخر، سعى بعض اللاعبين إلى تحقيق مسار مزدوج في التعليم وكرة القدم. على سبيل المثال، كان ماتيو فلاميني، يطمح إلى الحصول على شهادة في القانون في أواخر سن المراهقة.
نادي مارسيليا يدفع فلاميني لآتخاذ قرار حاسم !
كانت الجامعة على إستعداد لمخالفة القواعد حتى يتمكن فلاميني من التغيب عن الحصص الدراسية، ولكن عندما تلقى إنذارًا من مارسيليا، صرح فلاميني لصحيفة الأتلتيك: ”كان لا يزال يتعين عليَّ حضور 25% منها [الحصص الدراسية]، وعندما سألت مارسيليا إذا كان بإمكاني تغيير بعض التدريبات للذهاب إلى الحصص الدراسية، طلبوا مني أن أتخذ قراري و أختار. و في الواقع، كان الأمر بسيطًا“.
وترك فلاميني التعليم الإضافي ليلعب مع نادي طفولته لمدة عام بين عامي 2003 و2004، قبل أن يأتي آرسنال. على الرغم من مشاركته في 14 مباراة فقط مع مارسيليا، إلا أن إغراء الدوري الإنجليزي الممتاز كان أقوى من أن يقاوم.
على مدى السنوات الأربع التالية، شارك فلاميني في 102 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز مع المدفعجية، وأصبح جزءًا أساسيًا من خطط أرسين فينجر لمحاكاة نجاح الموسم الأسطوري في 2003/2004 ”بذون هزيمة“. على الرغم من أنه لم يفز بلقب الدوري خلال الفترة التي قضاها مع أرسنال، إلا أن فوزه بكأس الإتحاد الإنجليزي في عام 2005 وميدالية وصيف دوري أبطال أوروبا كانتا إنجازين بارزين قبل إنتقاله إلى ميلان الإيطالي عام 2008.
■ فلاميني في فريق ميلان رفقة رونالدينهو.
من ملاعب الكُرة إلى مجال الإستثمار.
في ميلان، فاز فلاميني بلقب الدوري الإيطالي في موسم 2010/2011 قبل أن يعود إلى أرسنال قبل موسم 2013/2014. أضاف فلاميني لقبين آخرين في كأس الاتحاد الإنجليزي و “درع المجتمع الإنجليزي” إلى خزانة ألقابه قبل أن ينضم إلى كريستال بالاس ثم خيتافي، ليعتزل في 2019.
و بحلول عام 2024، جمع مايسترو خط الوسط السابق ثروة صافية مذهلة تتجاوز 13 مليارات دولار – ليس فقط من خلال تألقه على أرض الملعب ولكن أيضًا بسبب حنكته في مجال الأعمال.
ففي عام 2010، شارك فلاميني في تأسيس شركة GFBiochemicals مع باسكوالي جراناتا، وهي شركة مكرسة للحد من إستخدام المواد البتروكيماوية في مسعى لحماية البيئة.
وبعد مرور أربعة عشر عاماً على تأسيس الشركة، يمتلك فلاميني الآن حصة 60% من أسهمها ويشغل منصب رئيسها التنفيذي. وتشير تقديرات مجلة فوربس إلى أن هذا المشروع التجاري قد جمع له ثروة صافية مذهلة تبلغ حوالي 13 مليارات دولار.
■ فلاميني رفقة مُهندسين بشركته GFBiochemicals.
من المنافسات الرياضية إلى حماية البيئة.
وفي حديثه عن شركته، قال فلاميني:
”عندما ترى غريتا ثونبرغ تُخرج جيلاً من الأطفال و الشباب إلى الشوارع، أشعر بأنني أتحمل هذه المسؤولية تجاه الجيل القادم. لقد خلقنا المشكلة. علينا أن نكون جزءاً من الحل. ماذا سنقول لأطفالنا؟ ألتقي كل يوم بأشخاص يحاولون أن يكونوا جزءًا من الحل، جزءًا من منظومة من الناس الذين يجلبون الإبتكار لمحاولة جعل المستقبل مكانًا أفضل. أنا متحمس لذلك؛ أن أكون جزءًا من هؤلاء الأشخاص الذين أسميهم مؤمنين“.
وتابع قائلاً : ”التحدي الذي أواجهه هنا مختلف – تغيير الصناعة. كل يوم لدي بعض المعارك والمشاكل التي يجب حلها. إنه تحدٍ مختلف ولكن بنفس العقلية ونفس التفاني. كما أن هناك الكثير من الضغوطات. لذلك أقوم بنقل كل هذه الطاقة من نزال إلى آخر. أحاول إعادة تكوين قطيع الذئاب داخل هذا النظام البيئي. أنا محظوظ جدًا لكوني جزءًا من هذه الحركة من الناس الذين يحاولون إحداث التغيير وخلق المزيد من الإستدامة.“
■ فلاميني في مقر شركته GFBiochemicals.
خطاب إلى لاعبي كرة القدم ..
فلاميني في مهمة لتشجيع أقرانه في عالم الرياضة على اتّخاذ موقف بشأن القضايا البيئية. وهو مقتنع بأن ”الجيل القادم من الرياضيين“ سيكون له دور محوري في تحفيز الآخرين على العمل من أجل مستقبل الكوكب.
و حث في حديثه إلى الإتحاد الأوروبي لكرة القدم: ”رسالتي إلى جميع لاعبي كرة القدم : “لا تخافوا من التحدث بعد الآن، لا تخافوا من إستخدام صوتكم، لا تخافوا من الدفاع عن معتقداتكم وما تريدون تغييره. أعتقد أن الجيل القادم من الرياضيين سيكون هو الجيل الذي سيمكن الناس من الدفاع عن معتقداتهم.“